أكتوبر 31، 2010

جودت سعيد (غاندي العرب)

إنَّ علينا أن نجدد صلتنا بالقرآن وفهمنا له، لأن المدارس والكليات التي تدرِّس الشريعة في العالم الإسلامي ؛ تعلِّم طلاَّبها المفاهيم التي فهمها العلماء قبل خمس مئة سنة أو ألف سنة، ولكنها لا تُعلِّمهم كيف ينبغي أن نفهم القرآن اليوم، فكيف نفهم قوله تعالى: (وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ) ] النحل: 16/8 [، إنه يخلق من التفسير للقرآن ما لم يخطر على بال الذين من قبلنا، فكتاب الله لم يُنزَّل ثانيةً ؛ لأن الكون صار ينطق نيابة عن الله، وآيات الآفاق والأنفس أدلُّ من آيات الكتاب ؛ لأن آيات الكتاب لا يفهمها إلا من يفهم آيات الآفاق والأنفس، وقد قَبِل الله والقرآن التَّحاكم إلى آيات الآفاق والأنفس، فقال: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) ] فُصلت: 41/53 [.
و في موضع آخر 
 وقد قلت لبعض الشبان مرةً حين قال لي أحدهم: إنك تسعى لأن يكون القتال ضمن شروط دقيقة، ولكن ماذا أنت فاعل قبل توفّر الشروط؟ قلت: إن انسحابي من الفتنة، وعدم ردِّي على الاعتداء ؛ سيوفِّر نصف القتلى، لأنني حين أردّ عليه ؛ أقتله ويقتلني، وبهذا يتضاعف عدد القتلى، أما إن امتنعت عن الرَّدِّ فإن نصف القتلى سينجو من اللحظة الأولى، ثم إن الآخرين لن يقتلوا منا إلا جزءاً يسيراً مما كانوا سيقتلونه في الحرب.

     أفكار تستحق المناقشة و القراءة للمفكر جودت سعيد داعية اللاعنف أو كما يسمى غاندي العرب ، بحثت عن كتبه في معرض الكتاب الأخير بالرياض و لكني لم أجد أي نسخة إلا كتابه هذا الذي اقتبست منه هذه الكلمات التي اعتبرها هي خلاصة الكتاب و ما يدور حوله غالبا ، الكتاب فيه تكرار ممل شيئا ما و لكن ذلك ناتج كونها تفريغ و ترتيب لأحاديثه في مجالسه ، و أنا هنا لست بمعرض الرد أو التقييم ، ولكني أعرض أهم فكرتين فيه ...