نحو الكمال !!

بعض مواقف تمر بنا ...
تبحث عن مفتاح المنزل و هو بيدك
تريد ان تكتب على ورقة و لا تجد القلم وهو في منتصف الدفتر او فوق اذنك :P

اشعر كثيرا بأننا نؤمن بقدراتنا العقلية و الحسية كثيرا بل و نتجاوز ذلك للايمان بتحليلاتنا و توقعتنا وحدسنا كأنه واقع و كائن لا محالة ، و نبني على هذا كله قرارات و اساليب و تفاعلاتنا مع المحيط و البيئة الخارجية و كذلك في التعامل مع انفسنا نحن ...

و ننسى في غمرة هذه الخطط والتحليلات و الثقة بقدراتنا ان حواسنا و اعتقاداتنا عرضة للخطئ والصواب و ننسى ان ادواتنا في التواصل و الوعي تظل قاصرة و محدودة ، و مهما بلغنا من العلم و الخبرة و الدراية ، يظل هناك احتمالات لا استطيع تخيلها و تصور وجودها ...



اللغة و الاعتقادات تؤثر فيما يصلنا من محيطنا عبر حواسنا ، فنحن عندما (نسمع و نقرأ ) نتأثر باللغة التي نستعملها و اعتقاداتنا ومبائنا التي نحملها ، و تختلف افهامنا للنص الواحد من شخص الى شخص ، بل و يختلف معنى النص الواحد حيث تنفتح آفاق جديدة للواحد منا اذا تقدم بنا العمر اوحتى اذا تحولنا من حالة (نفسية اجتماعية ووو) الى حالة  أخرى و و و ( فكر في الاشياء التي تؤثر على مدى فهمك واستيعابك )  ...




تأمل ... لا تستعجل في الحكم ... اقرأ الصورة جيدة .. عندها
اسأل نفسك كم مرة فهمت كتابا في القراءة الثانية والثالثة ؟!
هل زاد حرف في الكتاب ؟! ام اشعلت شمعة جديدة في عقلك ؟!

و قصور حواسنا ( بوابتنا مع البيئة ) واضح جدا في امور كثيرة ،
فأعيننا مثلا لا تبصر الحيوانات المجهرية ولا ترى داخل الجمادات ...
و آذننا لا تسمع من في آخر المجلس و يتكلم مع زميله بصوت خافت و لا تسمع الا درجات قوة محددة من الاصوات ...
و قس على ذلك حاسة الشم حينما تفقد رائحة عطرك بعد ان تتعود عليه او انك لا تستطيع التميز بين روائح مختلطة و مصادرها  ( كبعض الكائنات )
و كذلك اللمس و كذلك الذوق (فكر في ما لا تستطيع ادراكه بحواسك و هو موجود واقعا )


هذه حقائق علمية  نحمد الله عليها ، و هي من حكمته و كمال تدبيره و عظيم علمه و بديع خلقه ، قتخيل انك تشاهد الميكروبات في كأس الماء !!  او انك تسمع من في الصين !! ، و قس على ذلك
هي نِعم نؤمن بها و لكن ... لها دلالاتها ومعانيها التي يجب ان نضعها في اذهاننا
ماذا تعني هذه المشاهد ؟! و ماذا تعني لنا هذه الحقائق و المعلومات ؟!

معروف ان مايتشكل في الذهن من أفكار و عادات و اعتقادات و سلوك هو انعكاس لمؤثرات البيئة التي تواصلنا معها  بأدواتنا هذه و اعمال قدراتنا العقلية عليها ، فنحن نتأثر و نؤثر بها و بها ، فتصوراتنا هذه تتأثر بالوسط الناقل كثيرا ، و لا يعني هذا ان تصوراتنا تختلف كليا عن الواقع و لكنها تظل محلية و قاصرة و غير مكتملة و ليست مطابقة تماما للواقع ...

وهذا يقودنا الى ان اختلاف الناس في تقديراتهم وعاداتهم و تصوراتهم هو ضرورة حتمية ، لذلك يجب ان نحترم هذه الآراء بل ان السعيد من استفاد من هذا الكم الهائل من تباين الاراء والتصورات و قرأها بعين طالب الحق و العلم ...

ان معرفتنا بأننا نظل قاصرين عن بلوغ الكمال و ان تصوراتنا قاصرة عن تحقيق الدرجة الكاملة و الصحة المطلقة يجعلنا نستميت في الطلب و لا نقف عن حد معين لطلب هذه الدرجات العليا والكاملة ... ولن نبلغه :)
 
يجب ان نعرف ان العالم يتغير بتغير القناعات والتصورات و الافكار ، فاذا اردنا تغيير واقع ما فيجب ان نبدأ بتغيير تلك القناعات التي أدت الى هذا الواقع و هذا لا يتم بسهولة و يحتاج الى زمن فبناء مفاهيم و التصورات يحتاج الى اضعف مضاعفة من الجهد ... ولكنه يظل ممكنا بل و مطلبا و هو عمل الرواد ...


أقول ...
راجع نفسك و قرءآتك و علاقاتك و اعتقاداتك وتصوراتك ومفاهيمك ، لا تثق ثقة عمياء فيها ما دامت عرضة للاخطاء ،ابحث عن الخطأ و نقب عن الخلل ، وسع مداركك و آفاقك ، لا تستسلم لكل الامور بحجة انها معروفة مشهورة او قالها فلان وعلان ، ابق شغوفا بالعلم والمعرفة ، حلل الامور بشكل علمي مبني على التجربة والبرهان بعيدا عن الخزعبلات والأوهام ، وقبل هذا كله استعن بالله فهو العالم بكل شئ و هو الحكيم الخبير ، واستخيرهـ و توكل عليه ، واعلم انك مهما بلغت من العلم والمعرفة و النجاح لم تبلغ الا بتوفيقه وليس لك من الفضل شئ و انت الانسان القاصر العاجز  ...






اخيرا : هو موقف بسيط من تلك المواقف ، جعلتني افكر في هذا الاتجاهـ
فذهبت ابحث عن قدرات العقل و حواسنا و كتبت هذه المقالة المتداخلة و الغير منظمة على عجل
تحتاج الى مزيد من التحرير و الاستفاضة والتفصيل ... ومنكم نستفيد





 جمعة مباركة
و اعاننا الله على استغلال هذه الايام العشر المباركة
و كل عام وانتم بخير مقدما :)