أكتوبر 23، 2009

الرابحون لا يستسلمون ابدا ، والمستسلمون لا يربحون ابدا



بين التشاؤم و التفاؤل و صناعة المستقبل والفرص والحياة قال الكاتب

"" *
حين يكون الاسلوب التفسيري متشائما يميل الشخص الى تعميم المحنة
من الوضعية الأصلية الى مختلف وضعيات الحياة ،
بحيث ( تسودّ الدنيا في وجهه كما يذهب اليه القول الشعبي ( ،
و يطلق احكما عامة وقطعية على الدنيا وناسها ،
كما أنه يميل الى ادراك المحنة على أنها دائمة ونهائية ولا خلاص منها .
و يكمل جلد الذات البعد الثالث من الاسلوب التفسيري المتشائم ،
بحيث يعتبر الشخص نفسه المسؤول ، وان العلة فيه هو ،

وهي علة أو قصور لا يرى لنفسه خلاصا منه .

وفي المقابل فان اسلوب التفسير المتفائل يجعل الشخص يدرك الخسارة او الشدة ،
على انها محدودة ضمن حيز ما ، وان هناك مجالات اخرى لازالت متوفرة
ويمكن ان تكون مجزية ، وتشكل بدائل أوتعويضاات معقولة او حتى ملائمة ،
كما يدرك الاسلوب التفسيري المتفائل المحنةَ او الخسارةَ على انها انتكااسه مؤقتة ،
وبالتالي فان إمكانات الانطلاق من جديد متاحة , بتوسل الوسائل الملائمة ،
وعلى المستوى الذاتي يحافظ اسلوب التفسير المتفائل على ايجابية النظرة الى الذات
وقدراتها وإمكاناتها وتقديرها ، مما يبقي الطاقات متوفرة لجولات جديدة.




يؤدي اسلوب التفسير المتشائم الى الإنهزامية والإستسلام وبالتالي القعود عن الفعل والمبادرة ،
مما يفتح الباب امام ترسخ العجز المتعلم الذي يكرس الهدر كما هو معروف ،
حيث لا خلاص ممكن ، أو بكلمة ادق لا رؤيه لإمكانية خلاص من خلال تعبئة الموارد الذاتية ،

وعلى العكس من ذلك يؤدي اسلوب التفسير المتفائل الى الحفاظ على الامل ،
والمعنويات ، و رؤية القدرات الذاتيه ،
وبالتالي يدفع للسعي نحو الحلول التعويضية البديلة .
وهنا تصدق تماماً المقولة الشهيرة

)الرابحون لا يستسلمون ابدا ، والمستسلمون لا يربحون ابدا ) (carver and Shcreier 2003) .
حيث يدفع اسلوب التفسير المتفائل الى المثابرة والعزم على متابعة الأهداف ،
والتغلب على الصعوبات خصوصا في حالات الشدائد والنكبات ، والثقة بإمكانات التعويض .
كما يؤدي اسلوب التفسير المتفائل الى التخلي عن اهداف تشير الدلائل الموضوعية
الى تعذر إمكانية تحقيقها ، في نوع من التحلي بالنظرة الواقعية التي لا تستسلم لليأس ،
بل تحافظ على الدافعيه للسعي .

لا يعتبر التراجع في هذه الحالة هزيمة او عجزا بل واقعية في تقدير الوضعية ،
وحسن توجية الذات ، انطلاقا من الرؤية المعرفية للحياة بأن لها فرصها و إرغاماتها ،
مما يتعين الدراية في حسن التعامل معها ""

بقي ان اقول (كما نبه اليه الكاتب)
ان التفسير المتشائم ليس سئ او فشل او خطأ بالضرورة
ولكن يجب ان يكون هذا التفسير خطوة في سبيل الفاعلية و المبادرة و صناعة الحياة و المستقبل


و دافع لك على تجاوز العقبات الموضوعية التي تراها بعينك المتشائمة ...
حيث توضح لك الخلل و نقاط الضعف و تصور لك حدود امكانياتك كذلك
و من ذلك انك تضع اسوء الفروض و الاحتمالات (نظرة متشائمة)
لكي تستطيع ان تتعامل و تجابه هذه الظروف وتستغل الامكانيات البسيطة المتاحة بنظرة متفائلة




المهم اذنمتى تستخدم هذه او تلك لكي ...
"" نظل في وضعية مبادرة و قدرة على الفعل
و ابتداع وسائل ومقاربات مغايرة او حتى استبدال الاهداف ذاتها ""






*الاقتباسات من كتاب الانسان المهدور للدكتور مصطفى حجازي







هناك 5 تعليقات:

  1. الكلام كبير أخوي بوياسين

    و نحتاج "نحن" الى تمعن فيه ..

    اضافة مميزة

    دبي

    ردحذف
  2. صراحة صدقت في كل كلمة أطلقتها
    وأشكرك على هذه الكلمات ،،وأعذرني لأننس سأقوم بطباعتها ^^

    ردحذف
  3. تصدقو
    كل ما حاولت فقط اني ابسط هالكلام واكتبو على شكل نقاط
    كنت اشعر اني ظلمت النص كثيرا
    لذلك جاءت المقالة هكذا من العيار الثقيل لكنها كنز نحتاجه كثيرا في هذا الزمن الصعب
    قرأت هذه الصفحات من هذا الكتاب كثيرا ... ملهمه

    دبي :)
    وما زلت اختصر بعض النقاط الاخرى لعلي اطرحها لاحقا
    لنتمعن اكثر... اكل العنب حبه حبه :p

    S.M.G :)
    اطبعها وانسخها ولاظنك تنسى ذكر مصدرك (اقصد الكتاب بالطبع)

    حياكم جميعا

    ردحذف
  4. استمتعت كثيرا وانا اقرأ ما تم تدوينه
    شي جميل وبكل صراحه طريقه عرض المقال
    اعجبني اكثر والعنوان هو الذي جذبني للقراءه ..

    شكرا لك على نقل الكلام وذكر المصدر ..
    يعطيك العافيه ..

    ردحذف
  5. مرحبا L!fe
    اسعدني مرورك و جميل انك استفدت
    بالنسبة لسؤالك عن كيفية الحصول على نسخة من الكتاب
    اذا كنت في السعودية فتجدينه في (مكتبة جرير)
    واذا لم تجديه في المكتبات
    ممكن تبحثي عنه في الانترنت باسم الكتاب والمؤلف و ستجدينه ان شاء الله

    مرحبا بك :)

    ردحذف


ماذا مر بخاطرك وانت تقرأ ... لنرتقي معا بائراء الموضوع ...