نوفمبر 29، 2009

آمالنا أحلامنا ...







في هذه الايام الفاضلة
و ايام عيد اأضحى السعيد
نحب ان ندعو لبعضنا البعض بأن تتحقق آمالنا ... أمانينا ... و ان نرى هذا الأمل واقعا
و هذا الدعاء جميل و ينشر التفاؤل و يزرع الابتسامة ... فالجميع لديه آمال و أحلام و نعيش على أمل تحقيق ما نؤمله من أهداف ...
و كما قيل ... ما أضيق العيش لولا فسحة الامل ...




تفكرت في هذا الأمل ... فقلت لعله من المفيد ان نعرف الفرق او نوضح الحدود الفاصلة بين أمل هو حلم و أحاديث نفس  يدراك الشخص فيه امكانية تحقيق الأهداف ، و بين الأمل الفعال الذي يتمثل في اعتقاد الشخص بأن في مقدوره أن يجد سبيلا بل سبلا لتحقيق الأهداف المرجوة و يصبح مدفوعا لإستخدام هذا السبل...
فالنوع الاول (و لنسميه الامل التقليدي) يتخذ طابع الرجاء السلبي في تحقيق الأهداف من خلال تدخل قوى خارجية و ينتظر تلقي آثارها من قبيل انتظار الفرج و الصدف ...
و النوع الثاني الأمل الايجابي المبادر الذي يرتبط بالاعتقاد بالقدرة على تحقيق الأهداف من خلال ايجاد السبل لتحقيق ذالك و السعي للسير عليها بدافعية عالية ، في حالات تتصف بالاحتمالية و نسبة تحقيق متفاوتة ( قد تنجح و قد لأ ) ...
و في حالة عدم التأكد هذه بالذات ... يبرز الامل الفعال ... من خلال آليتين ...


  •  التفكير في الوسائل، أي البحث عن سبل الوصول لتحقيق المأمول وتعظيم هذه السبل وتنويعها . 
فالذي يحدوه الأمل في تحقيق أهدافه يشعر بالقدره على ايجاد السبل والوسائل للوصول اليها , والعلاقة بين الأمل و القدرة على ايجاد هذه السبل علاقة طردية ، كلما ارتفعت درجة الأمل زادت القدرة على ايجاد الوسائل والبدائل ,

وبالتالي فالناس ذو الدرجات العالية في الامل , فعّالون جدا في إيجاد العديد من السبل والبدائل الممكنة ...
  •  التفكير في التدبير , ويعني تعبئة طاقاتنا ومواردنا للسيرعلى طريق التنفيذ من خلال جهد واعي ومقصود .
وهو يتضمن المبادرة الى استخدام السبل المتاحة و السير عليها حثيثا , ولسان حال المرء يقول : أنا قادر على فعله , ولن أتوقف عن السعي اليه , وخصوصا حين تبرز الصعاب والمعوقات .


باختصار ... الأمل الفعال هو ( لن أعدم الوسائل , ولن أتوانى عن المثابرة على توسلها )


وهكذا فالأمل إضافة الى كونه حالة وجدانية ,هو في الآن عينه نظام تفكير , يقوم على إدراك القدرة على التدبر والتنفيذ والمثابرة عليهما . و هذا  تعزيز و اشعال و دعم للحالة الوجدانية , التي تعود بدورها فتدعّم القدرة , كدائرة متكاملة و نوع اللولبية الإيجابية المتصاعدة . وهو عكس كل من الموقف السلبي المنتظر للفرج (الأمل التقليدي) , واليأس المتمثل في العجز المدرك عن إيجاد وسائل التعامل وتوسلها للخروج من الشدة , والمعاناة المصاحبة لها .


و بالإمكان تعلّم وتنمية التفكيرالآمل بالمنظور الإيجابي الفاعل كبقية المهارات و طرق التفكير التي تدرس ، و أظننا بحاجة الى تعلم
الأمل و نظام التفكير المبادر والفعال كثيرا ، بدلا من الشكوى و النواح و ندب الحظ الذي ينتشر كثيرا ، وكما أن الدعاء و طلب الاعانة من الله مطلوبة و كذلك الفعل بالاسباب مطلوبة ...


أخيرا ... حقق الله أمانيكم ... و كل عام وانتم بخير مرة أخرى :)



 





هناك 5 تعليقات:

  1. * استفدت و بتصرف واقتباس و تلخيص
    من كتاب الانسان المهدور
    للدكتور مصطفى حجازي

    ** حقوق التصميم: bilal.m[at]windowslive(dot)com

    ردحذف
  2. جزاك الله خير الجزاء .. وهناك رقيب حسيب .. لا ينام اللهم حقق لنا آمال وأحلام الأمة الإسلامية العربية .. آمين

    ردحذف
  3. آمين ...

    الشجرة الأم
    شكرا لمرورك الجميل

    ردحذف
  4. تدوينه رائعة جعلتني اتامل في كثير من الأمور
    ولا ننشئ ان في جميع أمور حياتنا الأمل على الله
    أعجبتني عندما ذكرت المرجع
    تحيتي صديقي
    سالم الامارات

    ردحذف
  5. سالم اخوي حياك ربي

    الأمل بالله كبير ... و بذل الجهد سنة حياة

    تشكر على مرورك الجميل
    دمت بخير

    ردحذف


ماذا مر بخاطرك وانت تقرأ ... لنرتقي معا بائراء الموضوع ...